الإعلان بالرباط عن إنشاء “مختبر البحث العلمي والاستشراف” التابع للمجلس المغربي للشؤون الخارجية

من أبرز المشاريع التي أعلن عنها خلال هذا اللقاء، برنامج "مغرب 2100"، وهو مشروع طموح يهدف إلى استشراف مستقبل المغرب خلال العقود القادمة

صحيفة لبيب..  تم الإعلان عن إنشاء “مختبر البحث العلمي والاستشراف” التابع للمجلس المغربي للشؤون الخارجية خلال لقاء جرى يوم الخميس 23 يناير 2025 بمدرسة علوم المعلومات في الرباط بحضور نخبة من الدكاترة الجدد، وطلبة الدكتوراة، وبعض طلبة الماستر.

ويعد هذا المختبر خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز البحث العلمي بمنهج استشرافي لتحليل القضايا الجيوسياسية والجيو-اقتصادية، مع التركيز على دراسة التحولات الدولية والإقليمية وأثرها على المغرب.

وخلال هذا اللقاء، الذي ترأسه الأستاذ محمد السنوسي، رئيس المجلس المغربي للشؤون الخارجية، أكد هذا الأخير أن المختبر سيكون منصة لتطوير أدوات تحليلية مبتكرة ودراسات معمقة تسهم في استشراف التحولات العالمية وفهم تداعياتها، مع إيلاء أهمية خاصة للقضايا المرتبطة بالتكنولوجيا والابتكار والأمن القومي والسياسات الاقتصادية والاجتماعية، مبرزا أن المختبر سيسعى أيضا إلى تعزيز الحوار العام حول السياسات الداخلية والخارجية، وبناء شبكة عالمية من الخبراء وصناع القرار لدعم رؤية المغرب في الاضطلاع بدور ريادي على الساحتين الإقليمية والدولية.

ومن أبرز المشاريع التي أعلن عنها خلال هذا اللقاء، برنامج “مغرب 2100″، وهو مشروع طموح يهدف إلى استشراف مستقبل المغرب خلال العقود القادمة. ويعتمد هذا البرنامج على رؤية علمية متكاملة تسعى إلى بناء تصور مستدام ومندمج للمغرب بحلول عام 2100، مع التركيز على تحليل الاتجاهات العالمية ورصد التحديات والفرص وصياغة سيناريوهات استشرافية تساهم في تحقيق تطلعات المغرب المستقبلية.

كما يهدف البرنامج إلى دراسة التحديات الجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وتصميم سياسات واستراتيجيات مبتكرة تمكّن المغرب من التكيف مع التحولات المستقبلية.

ويشمل البرنامج محاور رئيسية عدة، منها دراسة التحولات الجيوسياسية والاستراتيجية، مع التركيز على موقع المغرب في النظام الدولي في ظل صعود قوى جديدة مثل الصين والهند وتراجع الهيمنة الغربية، فضلا عن كونه يتناول دور المغرب في القارة الإفريقية ومستقبله كجسر للتعاون بين إفريقيا وأوروبا وأمريكا.

وفي الجانب الاقتصادي، يركز البرنامج على تطوير الاقتصاد الرقمي، وتعزيز العدالة الاجتماعية، والارتقاء بقطاع الطاقة المتجددة، مع استشراف دور المغرب في تصدير الطاقة الشمسية والريحية. كما يعالج قضايا الأمن الغذائي من خلال تحسين تقنيات الزراعة المستدامة، وتصميم مدن ذكية ومستدامة تستجيب لاحتياجات السكان المستقبلية.

من جهة أخرى، يشدد البرنامج على أهمية التكنولوجيا والابتكار في تحسين الخدمات العامة وبناء بنية تحتية رقمية قوية، مع استشراف مستقبل التعليم الرقمي لتأهيل الشباب لسوق العمل المستقبلية. كما يولي اهتمامًا كبيرًا للبيئة والتغير المناخي من خلال إعداد سيناريوهات مستقبلية لتأثير التغير المناخي على الموارد الطبيعية، ووضع استراتيجيات لمواجهة ندرة المياه وضمان الأمن المائي.

ومن خلال هذا المشروع، يعكس المختبر التزامه بتعزيز البحث العلمي والاستشرافي كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانة المغرب في النظام الدولي. ويؤكد الدور المحوري للمغرب كفاعل استراتيجي قادر على استثمار التحولات العالمية بما يخدم تطلعاته الوطنية ويدعم الأجيال القادمة برؤية مستقبلية تقوم على الابتكار والشمولية والاستدامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى