الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها دونالد ترامب

تُشدّد الولايات المتحدة سياستها التجارية. منذ يوم الخميس، 7 أغسطس/آب 2025، فرضت واشنطن رسميًا رسومًا جمركية أعلى على الواردات من عشرات الدول. وكان الرئيس دونالد ترامب قد أعلن عن هذا الإجراء قبل أربعة أشهر.

وقال البيت الأبيض إن المنتجات المستوردة إلى الولايات المتحدة من أكثر من 60 دولة والاتحاد الأوروبي تخضع الآن لرسوم تتراوح بين 10 إلى 50 في المائة.

يأتي فرض الرسوم الجمركية على كل دولة بعد أشهر من مفاوضات تجارية محمومة قبل الموعد النهائي الذي حدده دونالد ترامب. في أوائل أبريل، كشف الرئيس الأمريكي عن سلسلة من “الرسوم الجمركية المتبادلة “، قبل تعليقها لمدة 90 يومًا، ثم لأربعة أسابيع أخرى.

في حين أكدت الحكومة الأمريكية توقيع “عشرات الاتفاقيات” ، لم يُبرم سوى سبع اتفاقيات، أبرزها مع اليابان وكوريا الجنوبية، اللتين تفرضان الآن ضريبة بنسبة 15%، أو مع الفلبين وإندونيسيا، اللتين تفرضان ضريبة بنسبة 19%. أما لندن، فقد تمكنت من التفاوض على رسوم جمركية بنسبة 10%. 

في نهاية يوليو/تموز، تم التوصل إلى اتفاق مبدئي بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية لإبقاء هذه التعريفات الجمركية عند 15% على الغالبية العظمى من المنتجات الأوروبية. إلا أن هذا الاتفاق مبدئي ، ولم تُوضَّح تفاصيله بعد.

وتواجه بلدان أخرى معدلات أعلى، مثل لاوس، وكذلك ميانمار وسوريا التي مزقتها الحرب، والتي تواجه تعريفات جمركية تصل إلى 40% على الأقل.

علاوة على ذلك، تخضع البضائع القادمة من البرازيل لضريبة بنسبة 50% ، وهي عقوبة من دونالد ترامب، الذي يندد بمحاكمة ” مطاردة الساحرات” ضد الرئيس البرازيلي السابق، جايير بولسونارو.

عدم اليقين في الصين والهند وسويسرا

لكن إدارة ترامب منحت بعض شركائها التجاريين، ومن بينهم الهند والصين، مزيدًا من الوقت للتوصل إلى اتفاقيات. ولم يعلن الرئيس الأمريكي بعد ما إذا كان سيمدد الموعد النهائي المحدد في 12 أغسطس/آب للتوصل إلى اتفاق تجاري مع بكين، والذي من شأنه أن يجنب بكين تهديدات سابقة بفرض رسوم جمركية تصل إلى 245%.

لم تتوصل نيودلهي بعد إلى اتفاق تجاري شامل. يوم الأربعاء، وقّع دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا قد يزيد الرسوم الجمركية على الهند من 25% إلى 50% بسبب استمرار مشترياتها من النفط الروسي. وقد منحت واشنطن الهند مهلة 21 يومًا للرد.

يقول المصدرون الهنود إن الرسوم الجمركية ستعيق بشدة قدرتهم على منافسة الدول ذات الرسوم الجمركية المنخفضة. وصرحت هيئة رائدة للمصدرين الهنود يوم الخميس أن الرسوم الجمركية ستؤثر على ما يقرب من 55% من شحنات البلاد إلى الولايات المتحدة، وسيُجبر المصدرون على فقدان عملائهم القدامى.

وقال إس. سي. رالهان، رئيس اتحاد منظمات التصدير الهندية: “من غير المستدام استيعاب هذا الارتفاع المفاجئ في التكاليف. فالهوامش ضئيلة بالفعل “.

سويسرا أيضًا من بين الدول التي لم تتوصل إلى اتفاق تجاري مع واشنطن. وكان من المقرر أن يعقد المجلس الاتحادي، السلطة التنفيذية للدولة الأوروبية، اجتماعًا طارئًا يوم الخميس بعد عودة الرئيسة كارين كيلر-سوتر ومسؤولين سويسريين كبار آخرين من رحلة مُرتّبة على عجل إلى واشنطن بهدف خفض الرسوم الجمركية بنسبة 39%.

نشرت كارين كيلر-سوتر على حسابها على موقع X صورًا للقاءاتها مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو. ولم تُشر إلى أي اتفاق لخفض الرسوم الجمركية الأمريكية على المنتجات السويسرية، والتي تُعدّ من بين أعلى الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب على أي دولة.