الثروة المهدورة والمكاسب الضائعة..
من افتتاحية صحيفة صوت المتقاعد*

في خطاب العرش قبل يومين، تجديدٌ لدعوة اليد الممدودة إلى الأشقاء بالجزائر، وتأكيدٌ على حرص المملكة وتمسكها باتحاد المغرب العربي.
هذا الموقف لا يمكن إلا أن يحقق، في حال التجاوب معه بصدق، الازدهار المشترك في المنطقة عامة، وبين البلدين على وجه الخصوص.
تطبيعُ العلاقات المغربية – الجزائرية يمثل ربحاً للبلدين من عدة نواحي، اقتصادي؛ سيُطلِق دينامية مزدوجة ولا سيما في مجال التبادل التجاري واستغلال الإمكانات المشتركة، ويقدر خبراء أن ذلك سيسمح بتنشيط تجارة بقيمة ما بين 5و7 مليارات درهم إضافية سنوياً، واستثمارات بقيمة 2–3 مليارات دولار في البنى التحتية والطاقة.
في الفوائد الاجتماعية والإنسانية، سيستعيدُ البلدان حركة العائلات والبضائع والزوار عبر معابر كمعبر «وجدة – مغنية»، مما سيعيد الوشائج الاجتماعية ويخفف الضغط النفسي والاقتصادي على السكّان المحليين، ويوفر فرص عمل جديدة في المناطق الحدودية، إذ تشير التوقعات إلى إمكانيات تحقيق ما بين 10 و15 ألف وظيفة خلال 5 سنوات في قطاعات التجارة والخدمات واللوجستيك.
مغاربيا، تمثل هذه الدعوة الملكية في حال تحقيقها استعادة التكامل الإقليمي ومنظومة العمل المغاربي من خلال إعادة إحياء اتحاد المغرب العربي، وما قد ينتج عنه من تنفيذ اتفاقات تجارة حرة مغاربية يمكن أن ترفع حجم التبادل الإقليمي من 1 بالمائة حالياً إلى ما بين 5 و 7 بالمائة من إجمالي التجارة الخارجية لكل بلد، فضلا عن إنجاز تعاون مشترك في مشاريع عبر الحدود كالسدود، ومحطات التحلية، ومراكز صحية جامعية بما يحقق اقتصاديات قياس الحجم ويخفض التكاليف بـ20 إلى 30 بالمائة.
بلا شك، هذه المكاسب هي اليوم بمثابة ثروة هائلة مهدورة وضائعة بسبب خلافات يمكن أن تُحل كما تُحل الخلافات العائلية أو خلافات الأشقاء بمجرد مصافحة اليد الممدودة أو بعناق أخوي بعد طول غياب..
بقلم: محمد رضوان