إلغاء أضحية العيد هذه السنة.. يرفع الحرج عن شريحة عريضة من المتقاعدين

معظم المتقاعدين من جيل المغاربة الحريصين على الاحتفال بعيد الأضحى، وأكثرهم كانوا في سنوات عملهم يضحون بأجود الأكباش عملا بسنة المصطفى عليه السلام، وتقربا إلى الله عز وجل في هذه المناسبة الدينية المعظمة.
لكن غالبيتهم أصبحت في السنوات الأخيرة معدودة من الفئة الاجتماعية الضعيفة التي تكافح من أجل ضمان مستوى مقبول من شروط العيش والصحة مستعينة في ذلك بالتضحية من بعض الضروريات الزائدة أو الكماليات الدنيا كالسفر والأندية الرياضية..
وفق تقديرات، يعاني أكثر من 700 ألف متقاعد في المغرب من ضعف المعاشات التي لا تضمن لهم حدًا أدنى من الكرامة، مع ارتفاع تكاليف المعيشة والمواد الغذائية، مما يضعهم على حافة الفقر. ويضطر بعض المتقاعدين إلى البحث عن عمل بسبب عدم كفاية معاشاتهم الزهيدة التي لا تمكنهم من مواجهة غلاء المعيشة وتكاليف الرعاية الصحية.
ومع أن نحر الأضحية هي سنة مؤكدة لا تلزم غير القادرين عليها، إلا هواجس المتقاعدين المادية أصبحت تتزايد مع اقتراب عيد الأضحى، ويفكر العديد منهم ليل نهار في كيفية تجاوز هذه المناسبة بأقل التكاليف.
لذلك، فإن قطاعا واسعا من المغاربة الذين تلقوا بترحاب دعوة إلغاء شعيرة ذبح الأضحية هذه السنة بسبب آثار الجفاف وتراجع الثروة الحيوانية وحماية سلالات الأغنام المميزة هم من فئات ضيق اليد، والمتقاعدون جزء كبير من هذه الفئة.
وإذا كان معظم المتقاعدين ممن رحبوا بهذه الدعوة لأنها رفعت الحرج عنهم هذه السنة، فإن هواجسهم المادية مع اقتراب عيد الأضحى قد لا تتوقف في السنوات المقبلة في غياب تحسين معاشاتهم أو تمكينهم من “منحة عيد الأضحى” على غرار استفادة الموظفين والعمال لتعزيز قدرتهم على تأمين متطلبات عيد الأضحى، وخاصة شراء الأضاحي.