الكاتب والناشر المغربي عبد الجليل ناظم يترافع عن الكتاب في مؤلفه الأخير “دفاعا عن الكتاب” الصادر عن دار سليكي أخوين

محمد رضوان.. كاتب وناشر
عندما يتحدث السيد عبد الجليل ناظم عن وضع الكتاب العربي عامة والمغربي خاصة، فإن المهنيين ومسؤولي قطاع الثقافة، وحتى الكتاب والمثقفين، عليهم أن يصغوا لهذا الخبير المغربي الكبير المُلمِّ بصناعة الكتاب وقضايا النشر وأزمة القراءة.
الأستاذ ناظم كاتب وناشر من العيار الثقيل وطنيا وعربيا، وهو أحد رواد صناعة النشر ببلادنا، وأحد القلة القليلة التي تنظر إلى هذه الصناعة كمحفزة للفعل الثقافي وليست فقط كنشاط اقتصادي ومادي بحت.
في آخر ظهور ثقافي له مرتبط بقضية الكتاب وأزمة القراءة، صدر للأستاذ نظمي مؤلف بعنوان “دفاعا عن الكتاب” عن دار النشر الرائدة المغربية “سليكي أخوين” التي يشرف عليها الناشر اللامع الأستاذ طارق سليكي.

يبدو الأستاذ نظمي في مؤلفه الأخير يكتسي هذه المرة جُبَّة المحامي ليترافع بقوة خبرته عن قضية الكتاب، الكتاب في معناه العام ورمزيته المطلقة، وحُقَّ له أن يفعل ذلك وهو صاحب الدراية في المجال بعد أن سبق له أن ترأس هيئة “اتحاد الناشرين المغاربة”، وساهم في تأسيس إحدى أعرق دور النشر المغربية، وهي “دار توبقال للنشر” (1985)، وهي الدار التي يتذكرها كل قارئ ومثقف مغربي بعد نجاحها في إنتاج نموذج مُوفَّق لكتاب مغربي حديث يحترم المقاييس الحرفية ومعايير المعرفة الجادة والهادفة سواء في الفلسفة أو الأدب، ليصبح لهذه الدار رصيد يفوق 500 عنوان متميز.
بلا شك، من يقرأ كتابه الأخير “دفاعا عن الكتاب”، سيغوص في جانب من فكر هذا الكاتب والناشر، وأكثر من ذلك ستنجلي له الأبعاد الراهنة لأزمة الكتاب واستشراف إمكانات تجاوز هذه الأزمة، أو على الأقل، تخفيف وطأتها على الناشر والكاتب وِفق رؤية الأستاذ ناظم المتمرس في هذا الميدان.
في ظهر الكتاب، نقرأ للمؤلِّف فقرات تعكس جوانب من هذه الرؤية التحليلية، والاستشرافية أيضا، لوضعية الكتاب المغربي، يقول؛
إن مسألة الطبع ليست مسألة تقنية وفنية، بل إن تحقيق هذا الهدف يبقى رهينا بعلاقة الكتاب بالسوق، إذ لا بد من ضمان حد أدنى من الاستهلاك. ما هي إذن خصائص السوق؟
إذا استجاب الكتاب لحاجة القارئ المعرفية والثقافية، فإن هذا الأخير في حاجة لقدرة ملموسة لتحقيق هذه الحاجة.
إن القراءة إسهام فعلي في نهضة الكتاب والقارئ كاتب ضمني حاضر دائما، ولا تتم الكتابة النهائية لأي كتاب إلا بعملية القراءة وكل الإحصاءات التقريبية تستخلص عدم إمكان توافر هذا القارئ الكاتب في الشروط الراهنة، فظاهرة الأمية والتدني المستمر في القدرة الشرائية وابتعاد المؤسسات التربوية عن الدور الثقافي لا يمكن أن يضمن استهلاكا ثابتا للكتاب الثقافي.
هذا الوضع يجعل نشر الكتاب مغامرة غالبا ما يتحملها الأفراد كتابا وناشرين.

صورة لأعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد الناشرين المغاربة الحالي، وضمنهم الأستاذ عبد الجليل ناظم رئيس الاتحاد السابق، والأستاذ طارق سليكي الرئيس الحالي للاتحاد