متقاعد اليوم.. ومتقاعد الأمس
افتتاحية العدد 2 - 16/ 31 غشت 2020

مـحــمـد رضــوان*
عندما فكرنا في إصدار هذه الجريدة، كان الهدف منصبا على تقديم مشرع إعلامي يسدّ الحاجة إلى دعامة تواصلية وإخبارية بين المتقاعدين المغاربة بغض النظر عن انتماءاتهم القطاعية أو الجمعوية. معلوم أن عدد المتقاعدين يتزايد كل يوم، وأضحت هذه الشريحة تتسع قاعدتها في النسيج الاجتماعي المغربي، إلا أن ما بات يميز متقاعد اليوم يختلف عن متقاعد الأمس؛ في السابق كانت صورة المتقاعد في المخيال الجماعي شخصا منهكا من سنوات العمل، معقوف الظهر، مقطب الحاجبين، منتهي الصلاحية، مستودع الأمراض، لا ينتظر شيئا في الحياة سوى..
لكن أغلب المتقاعدين اليوم يحملون سمات الشباب حتى وإن بلغوا الستين من العمر، معظمهم من المثقفين أو حاملين للوعي بما يجري حولهم، يتطلعون إلى الاستمرار في المشاركة بحيوية في أوجه الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية، ويعتبرون التقاعد مرحلة من المسار الوظيفي وليس العمر البيولوجي، يريدون أن يعبروا عن كفاءاتهم وطموحهم عبر كافة وسائل التواصل المتاحة. لذلك، لم نعجب من التجاوب الذي أبدته قطاعات واسعة من المتقاعدين عبر جهات المملكة مرحبةً بصدور هذه الجريدة ليجدوا فيها ما يسعفهم من المعلومات والمعطيات والأخبار الموثوقة المتعلقة بالتقاعد والمتقاعدين في البلاد. وظهر أن المشاكل المادية أو الصحية أو الاجتماعية ليست هي فقط ما تجمع بين المتقاعدين، فكثير ممن كاتبوا الجريدة عبروا عن رغبتهم في عرض خبرتهم المهنية، وتجاربهم الناجحة، وروح الإبداع والعطاء التي اكتشفوها في أنفسهم بعد إحالتهم على التقاعد، وتقديم حكاياتهم مع ظروف الحياة التي مروا بها.
من أجل ذلك، تولّد شعور بأن المتقاعدين المغاربة هم بلا شك طاقةٌ خلاّقةٌ ومبدعة، مقبلةٌ على الحياة بهمة الشباب، ويمكن للمجتمع أن يفيد منها في كثير من المجالات.
انطلاقا من ذلك، نشتغل في هذه الجريدة المهنية المستقلة لتقديم المعلومة والخبر والمواكبة الإعلامية لأنشطة المتقاعدين عامة عبر هيئاتهم وجمعياتهم المختلفة، أو من خلال عطاءاتهم وإبداعاتهم وانشغالاتهم الفردية، كما نسعى لنكون جسر تواصل بين هذه الفئة والهيئات العمومية والخاصة في نقل الخبر الصادق والمعلومة الموثوقة بعيدا عن المزايدات والأخبار الزائفة التي لا تخدم التقاعد ولا المتقاعدين.
*مدير النشر