لهذا يتألم بعض المتقاعدين

افتتاحية العدد 11- 16 / 31 يناير 2021

محمد رضوان

في عدة مناسبات، كنتُ أدعو إلى إشاعة ثقافة الوفاء والتقدير في الإدارة والمؤسسة والمعمل وفي أي بنيةٍ للعمَلِ مهما كان حجمُها من الكِبر أو الضآلة؛ الوفاء والتقدير تُجاه العديد من الأشخاص الذين يُحالون على التقاعد ولا تُتاح الفرصة لتكريمهم والإشادة بالدور أو الأدوار التي قاموا بها في فترات مسؤولياتهم أو أعمالهم، ليس بالضرورة أن يكون هذا الدورُ بأعلى درجات المسؤولية، فقد يكون في أدنى سُلّم التراتُبية الإدارية..

بعضُ المحظوظين يُمتّعُون بلحظات وداع جميلة تظل صُورها معلقة في البيوت، وأوسمتها ونياشينُها على الصُّدور، بينما كثيرٌ من نظرائهم يتم تجاهلهُم في آخر يوم من حياتهم الوظيفية أو العملية.. فلا حفلَ وداع، ولا صورَ للذكرى، ولا حتى كلمةَ شكر.

وغالبا ما يترك هذا الوضعُ الذي يَِنمُّ عن سلوك «لا حضاري» أثرا سيئا في نفوس هؤلاء المتقاعدين، مما يصيبهم بمشاعر الإحباط في أول يوم لهم من تجربة حياة جديدةبعد الإحالة على المعاش. عندما تنتهي مهمة العامل أو الموظف أو المسؤول ويُحال على التقاعد تنتهي طموحاته الوظيفية، ولا يتطلع إلا إلى حركات أو عبارات بسيطة من الاعتبار المعنوي..

ونحن نقوم بإعداد موضوع هذا العدد حول التمثلات الذهنية لدى المغاربة حول المتقاعد، تقاطعنا مع حالات أصاب منها الإحباط الشيء الكثير بسبب انعدام هذه الثقافة القائمة على الوفاء والاعتراف والتقدير.

لذلك، لاغرو أن نجد أعدادا كبيرة من المتقاعدين في المنتديات والمقاهي لا يكفُّون عن التعبير عن سخطهم من عدم الاكتراث بما قدموه من عمل أو جهود في عنفوان شبابهم وكهولتهم..

ولا شك أن لذلك تأثيرات نفسية واجتماعية على كثير من المتقاعدين المغاربة، والتي تُفاقمُها عواملٌ وأوضاعٌ أخرى مادية وصحية.

شريحةُ المتقاعدين تتوسّع ويزداد أفرادها يوما بعد يوم ، وهو ما يقتضي التفكير في هذه الفئة بإنتاج وعي إيجابي حولها، وتحسيسها بقيمة وجودها بعدما خدمت وطنها ومجتمعها..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى