البرلماني وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال عبد الإله البوزيدي يدعو إلى استخلاص الدروس والعِبر من ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال التي شكلت ملحمة بطولية تاريخية

صحيفة لبيب.. دعا عبد الإله الإدريسي البوزيدي، البرلماني وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، إلى استخلاص الدروس والعِبر من ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال والديمقراطية التي شكلت ملحمة بطولية جسدت سمو الوعي الوطني، وقوة التلاحم بين العرش والشعب، للدفاع عن الثوابت الوطنية، وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية.

وقال السيد البوزيدي، في كلمة ألقاها بالمهرجان الخطابي الذي نظمه حزب الاستقلال تخليدا للذكرى 79 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، إن الحزب يحرص ومعه الشعب المغربي قاطبة وباعتزاز كبير على تخليد هذه الذكرى التاريخية الوطنية التي رسمت معالمها ثلة من الوطنيين الصادقين المنتمين لحزب الاستقلال، بإقدامهم على مبادرة شجاعة وجريئة تتمثل في صياغة وثيقة المطالبة بالاستقلال، بتنسيق تام مع المغفور له جلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه، وتقديمها إلى الإقامة العامة، وتسليم نسخ منها للقنصليات العامة لكل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والاتحاد السوفياتي، إعلانا من الحركة الوطنية التي يتزعمها حزب الاستقلال، الانتقال من المطالبة بالإصلاح إلى المطالبة بالاستقلال وإنهاء نظام الحماية.
وأضاف السيد البوزيدي أن الوثيقة شكلت بذلك ” محطة تاريخية حاسمة في معركة الكفاح ضد الاستعمار، ومواجهة أطماع الطامعين، والدفاع عن الوطن ومقوماته، وهويته، ووحدته، والخلاص من نير المستعمر وتحقيق الحرية؛ وثورة حقيقية جسدت وعي الحركة الوطنية
وقدرتها ، وإرادتها القوية، في الدفاع عن حقوق الشعب المغربي المشروعة، وإصرارها على مواصلة مسيرة الكفاح والنضال في مواجهة غطرسة النفوذ الأجنبي، بكل حزم ومسؤولية وعزيمة، خاصة بعد الخطاب التاريخي الذي ألقاه جلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه بطنجة في 1947، الذي أكد فيه على المطالبة بضرورة فتح مفاوضات جادة لإنهاء الحماية ونيل المغرب حريته واستقلاله.

وأضاف السيد البوزيدي قائلا في هذا السياق؛ “علينا كأسرة استقلالية أولا أن نستحضر هذه المحطة المُشرقة في مسلسل الكفاح الوطني، بما تحمله من مغزى ودلالات التلاحم، ووحدة الصف من أجل تقوية حزبنا، وتعزيز مكانته داخل المشهد السياسي، والتشبث بهوية الحزب ومبادئه وتوجهاته واختياراته، بمرجعيته الإسلامية، ومقاصد الشريعة السمحة، والفكر التعادلي كمذهب استقلالي يستلهم منه الحزب مشروعه المجتمعي، لبناء مغرب الغد الأفضل، مغرب التقدم والكرامة، كما أراده جلالة الملك”.
كما شدد السيد البوزيدي على ضرورة استيعاب الدروس من هذه الملحمة البطولية في مواكبة الدفاع عن الهوية الوطنية والإنسية المغربية؛ بما تقتضيه من تحديات، بأبعادها الفكرية والثقافية والتعليمية والتربوية واللغوية، من أجل تعزيز مجتمع القيم، وضمان الأمن الروحي، في ظل التحولات السلبية التي طرأت داخل المجتمع المغربي، أمام تفشي عوامل انحطاط القيم وتفاقم أزمة القيم داخل المجتمع المغربي بكل أسف”.
وأضاف؛ “علينا أن نستخلص العبر من روح هذه اللحظة التاريخية ورموز حزبنا العتيد باعتباره الوريث الشرعي للحركة الوطنية بمواصلة الدفاع عن إقرار الديمقراطية الحقة، والحرص على التفعيل السليم لحكم الدستور، من أجل توطيد بناء ديمقراطي حقيقي، وتكريس الثقة في المؤسسات المنتخبة ومصداقيتها؛ وتحصين العمل السياسي من محاولات التبخيس والتمييع والتيئيس والإحباط من طرف خصوم الديمقراطية”.

وعن البعد الوطني لهذه الملحمة البطولية، ذكر السيد البوزيدي بضرورة استخلاص دروس هذه الذكرى التي جسدت سمو الوعي الوطني، وقوة التلاحم بين العرش والشعب، للدفاع عن الثوابت الوطنية، وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية، وذلك من أجل مواصلة معركة استكمال هذه الوحدة التي يشكل فيها استرجاع الأقاليم الجنوبية حلقة مهمة أثبت فيها الشعب المغربي، بقيادة جلالة الملك، قدرته على تكسير مؤامرات خصوم وحدتنا الترابية والتصدي لمخططاتهم الهادفة إلى تفتيت وحدة التراب الوطني؛ بما يقتضي ذلك من تقوية للجبهة الداخلية، في إطار التعبئة الشاملة لاسترجاع المناطق الشرقية التي لازالت تحت الاحتلال الجزائري ومدينتي سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما”.
كما دعا المتدخل إلى استحضار روح التعاون والتضامن التي عكست ذكاء الحركة الوطنية المناضلة في خوضها غمار النضال السياسي لاستقلال البلاد، من أجل بناء مجتمع متضامن تسود فيه قيم المواطنة الحقة والتكافل والتآزر والمساواة وتكافؤ الفرص ومقومات العيش الكريم، تذوب فيه الفوارق الاجتماعية والطبقية وتنمحي فيه مظاهر الفساد والامتيازات واقتصاد الريع، عندما تسود فيه مبادئ الحكامة الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة؛ عندما تسود فيه حقوق الانسان والحريات السياسية كما هو متعارف عليها دوليا؛ عندما يتم فيه
تعزيز آليات التضامن الوطني؛ كما دعا إلى ذلك جلالة الملك محمد السادس نصره الله من أجل ضمان التوزيع العادل والمنصف للثروة، ليشمل جميع المغاربة أينما حلوا وارتحلوا وتقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية، وتعميم الحماية الاجتماعية وإرساء دعائم الدولة الاجتماعية. وأبرز السيد البوزيدي أنه ينبغي “أن نظل أوفياء لروح وثيقة

11 يناير الخالدة ورجالات الحركة الوطنية ليس فقط من أجل تخليد البطولات العظيمة التي صنعوها بروح وطنية عالية، وإيمان قوي، وتضحيات جسيمة، ولكن أيضا من أجل استخلاص الدروس والعبر الطافحة بالمعاني والقيم في تقوية الروح الوطنية وشمائل المواطنة الحقة، لمواجهة التحديات التي تفرضها المرحلة الراهنة بأبعادها السياسية والحقوقية والاقتصادية والاجتماعية؛ وكذا الحفاظ على الذاكرة التاريخية وأمجاد الكفاح الوطني؛ بعيدا عن سياسة التعتيم التي ينهجها الاعلام العمومي عندما ينسب هذه الوثيقة على مستوى الفكرة، والصياغة والتقديم للمجهول
بدل حزب الاستقلال من أجل إخفاء الحقيقة على المغاربة ضدا على أحكام الدستور التي تخول لهم الحق في الحصول على المعلومات”.
